المدهش (صفحة 387)

الْفَصْل الثَّامِن وَالسِّتُّونَ

أخواني من عَامل الدُّنْيَا خسر وَمن حمل فِي صف طلبَهَا كسر وَإِن خلاص محبها مِنْهَا عسر وكل عاشقيها قد قيد وَأسر {فَمنهمْ من قضى نحبه وَمِنْهُم من ينْتَظر}

(رأى الشهد يرجع مثل الصَّبْر ... فَمَا لإبن آدم لَا يعْتَبر)

(وَخَبره صَادِق فِي الحَدِيث ... فَإِن شكّ فِي ذَاك فليختبر)

(ودنياك فالق بطول الهوان ... فَهَل هِيَ إِلَّا كجسر عبر)

يَا طَالبا مَا لَا يدْرك تمنى الْبَقَاء وَمَا تتْرك كَأَنَّك بالحادي قد أبرك وَهل غير الْحَصاد لزرع قد أفرك

(وَكَيف أشيد فِي يومي بِنَاء ... وَأعلم أَن فِي غَد عَنهُ ارتحالي)

(فَلَا تنصب خيامك فِي مَحل ... فَإِن القاطنين على احْتِمَال)

يَا من أَعماله رِيَاء وَسُمْعَة يَا من أعمى الْهوى بَصَره وأصم سَمعه يَا من إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة لم يخلص رَكْعَة يَا نَائِما فِي انتباهه إِلَى مَتى هَذِه الهجعة يَا غافلا عَن الْمَوْت كم قلع الْمَوْت قلعة كم دخل دَارك فَأخذ غَيْرك وَإِن لَهُ لرجعة كم شرى شخصا بِنَقْد مَرِيض وَله الْبَاقُونَ بِالشُّفْعَة كم طرق جبارا فاشت شَمله وأخرب ربعه أَفلا يتعظ البيذق بسلب شاه الرقعة

يَا عَامر الدُّنْيَا إِنَّمَا الدُّنْيَا دَار قلعة كم مزقت قلبا بحبها فَرجع ألف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015