(أحبكم مَا دمت حَيا وَإِن أمت ... فواكبدي من ذَا يحبكم من بعدِي)
لما علم المحبون إِن الْمَوْت يقطع التعبدات كرهوه لتدوم الْخدمَة جَاءَ ملك الْمَوْت إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ليقبضه فلطم عينه فَإِذا قَامَت الْقِيَامَة باد إِلَى الْعَرْش طَالَتْ غيبته فاستعجل استعجال مشوق كَانُوا يحبونَ أَمَاكِن الذّكر ومواطن الْخلْوَة وَالْمُؤمن أُلُوف للمعاهد عهد عِنْد الْمُحب لَا ينساه أسكن حراء
(احبسا الركب بوادي سلم ... فبذاك المنحنى طل دمي)
(وانشدا قلبِي فِي سكانه ... فَمن السكان أَشْكُو ألمي)
(أخذُوا قلبِي وأبقوا جَسَدِي ... فوجودي بعده كَالْعدمِ)
(صل محبا جفْنه لم ينم ... وابلائي أَن خصمي حكمي)
وَاعجَبا للمحب يستر ذكر الحبيب بِذكر الْمنَازل وَمَا يخفى مَقْصُوده على السَّامع أحد جبل يحبنا ونحبه
(أَلا أسقني كاسات دمعي وغنني ... بِذكر سليمى والرباب وتنعم)
(وَإِيَّاك وَاسم العامرية إِنَّنِي ... أغار عَلَيْهَا من فَم الْمُتَكَلّم)
ريَاح الأسحار تحمل الرسائل وَترد الْجَواب
للخفاجي
(أَفِي نجد تحاورك الْقبُول ... أَظن الرّيح تفهم مَا نقُول)
(تغنت فِي رحال الركب حَتَّى ... تشابهت الذوائب والذيول)
(صَحِبنَا فِي دِيَارهمْ صباها ... يناوبها التنفس والنحول)
(وأمطرنا سَحَاب الدمع حَتَّى ... حَسبنَا أَنَّهَا مهج تسيل)
(وعجنا ذاهلين فَمَا علمنَا ... أَنَحْنُ السائلون أم الطلول)
ديار الأحباب درياق هموم المحبين على أنني مِنْهَا اسْتَفَدْت غرامي كَانَ قيس إِذا رحلت ليلى تعلل بالأثار واستشفى بالدمن واستنشق الصِّبَا وشام برق بني عَامر