أَيهَا الغافل فِي إِقَامَته عَن نقلته الْجَاهِل وَقد ملا بِمَا يملي بطن صَحِيفَته أَلَك زَاد لسفرك على طول مسافته
(خف الله وَانْظُر فِي صحيفتك الَّتِي ... حوت كلما قَدمته من فعالكا)
(فقد خطّ فِيهَا الكاتبان فاكثروا ... وَلم يبْق إِلَّا أَن يَقُولَا فذالكا)
(وَالله مَا تَدْرِي إِذا مَا لقيتها ... أتوضع فِي يمناك أَو فِي شمالكا)
(فَلَا تحسبن الْمَرْء يبْقى مخلدا ... فَمَا النَّاس إِلَّا هَالك فابك هَالكا)
يَا من تحصى عَلَيْهِ اللَّفْظَة والنظرة مزق بيد الْجد أَثوَاب الفترة وتأهب فَمَا تَدْرِي السّير عشَاء أَو بكرَة وَاعْتبر بالقرباء فَالْعِبْرَة تبْعَث الْعبْرَة وتزود لسفرة مَا مثلهَا سفرة واقنع باليسير فالحساب عسير على الذّرة وَإِيَّاك وَالْحرَام وَانْظُر من أَيْن الكسرة قبل أَن تلقى سَاعَة حسرة وتلقى بعْدهَا فِي ظلمَة حُفْرَة
(لَا يغرنك الزَّمَان بيسر ... وسرور وَلَا يرعك بعسره)
(إِن مر الزَّمَان يمحق عسر الْمَرْء ... فِي لَحْظَة وَيذْهب بسره)
(وَسَوَاء إِذا انْقَضى يَوْم كسْرَى ... فِي نعيم وَيَوْم صَاحب كَسره)
أَتَرَى فِي عين الْعبْرَة رمد أما تبصر انسلاخ الأمد يَا دَائِم الْمعاصِي مَا غَيره الْأَبَد تصلى وَلَو التعود لم تكد الْقلب غايب إِنَّمَا جَاءَ الْجَسَد الْفِكر يجول فِي طلب الدُّنْيَا من بلد إِلَى بلد يَا معرضًا عَن بَحر برناء لَا تقنع بالتمد يَا مقتول الْهوى وَلَكِن بِلَا قَود بَين الْهوى والمنى ضَاعَ الْجلد أما يجول ذكر الْمَوْت فِي الْخلد أَرَأَيْت أحدا