(مغاوير فِي الْجَلِيّ مغايير فِي الْحمى ... مفاريج للغمي مداريك للوتر)
(وتأخذهم فِي سَاعَة الْجُود هزة ... كَمَا خايل المطراب عَن نزوة الْخمر)
(فتحسبهم فِيهَا نشاوى من الْغنى ... وهم فِي جلابيب الْخَصَاصَة والفقر)
(عَظِيم عَلَيْهِم أَن يمنوا بِلَا يَد ... وهين عَلَيْهِم أَن يبيتوا بِلَا وفر)
(إِذا نزل الْحَيّ الْغَرِيب تقارعوا ... عَلَيْهِ فَلم يدر الْمقل من المثري)
(يميلون فِي شقّ الْوَفَاء مَعَ الردى ... إِذا كَانَ مَحْبُوب الْبَقَاء مَعَ الْغدر)
أحكم الْقَوْم الْعلم فَحكم عَلَيْهِم بِالْعَمَلِ فقاطعوا التسويف الَّذِي يقطع أَعمار الأغمار وانتبهوا فانتبهوا اللَّيْل وَالنَّهَار أخرجُوا قوى العزائم إِلَى الْأَفْعَال فَلَمَّا قضوا دُيُون الْجد قَضَت علومهم بالحذر من الرَّد أَقْدَامهم على أَرض التَّعَبُّد قد ألفت الصفون تعتمد على سنابك الحذر فَإِذا أثر عِنْدهَا النصب راوحت بَين أرجل الرَّجَاء قُلُوب كالذهب ذهب غشه أنفاسهم لَا تخفى نُفُوسهم تكَاد تطفى لون الْمُحب غماز دمع المشوق نمام
(اخفي كمدي ودمع عَيْني ... فِي الخد على هَوَاك شَاهد)
(فالجفن بلوعتي مقرّ ... للعاذل وَاللِّسَان جَاحد)
إشتد الْخَوْف يَوْمًا بإبراهيم بن أدهم فَسَأَلَ الرَّاحَة فعوتب
(لَو شِئْت داويت قلبا أَنْت سقمه ... وَفِي يَديك من الْبلوى سَلَامَته)
(عَلامَة كتبت فِي خد عارفكم ... من كَانَ مثلي فقد قَامَت قِيَامَته)
ضجت النَّاقة لثقل الْحمل رَأَتْ عظامها قد فرغت ففغرت فَم الشكوى فرغت
(يَا حادي العيس قد براها ... حمل هموم لَهَا عِظَام)
(رفقا بهَا أَنَّهَا جُلُود ... ملصقات على عِظَام)