أيتها النَّفس تدبري أَمرك وتأملي ومثلي بَين مَا يفنى وَلَا تعجلِي لقد ضللت طَرِيق الْهدى فقفي واسألي وآثرت وَهنا مَا يؤرث وَهنا لَا تفعلي يَا غمرة من الشقا مَا أَرَاهَا تنجلي اتبع الْهوى والهوى عَليّ وَلَيْسَ لي أُرِيد حَيَاة نَفسِي وَنَفْسِي تُرِيدُ مقتلي يَا جسدا قد بلَى بِمَا قد بلَى
(نخطو وَمَا خطونا إِلَّا إِلَى الْأَجَل ... وننقضي وَكَأن الْعُمر لم يطلّ)
(والعيش يوذننا بِالْمَوْتِ أَوله ... وَنحن نرغب فِي الْأَيَّام والدول)
(يَأْتِي الْحمام فينسى الْمَرْء منيته ... ونستقر وَقد أمسكن بالطول)
(لَا تحسب الْعَيْش ذَا طول فتتبعه ... يَا قرب مَا بَين عنق الْمَرْء والكفل)
(سلى عَن الْعَيْش إِنَّا لَا ندوم لَهُ ... وهون الْمَوْت مَا نلقى من الْعِلَل)
(لنا بِمَا يَنْقَضِي من عمرنا شغل ... وكلنَا علق الأحشاء بالغزل)
(ونستلذ الْأَمَانِي وَهِي مردية ... كشارب السم ممزوجا مَعَ الْعَسَل)
أخواني أوقدوا أدهان الأذهان فِي ليل الْفِكر صابروا سني الجدب لعام الخصب تعصروا فَمن أدْلج فِي غياهب ليل العلى على نجايب الصَّبْر صبح منزل السرُور فِي السِّرّ وَمن نَام على فرَاش الكسل سَالَ بِهِ سيل التَّمَادِي إِلَى وَادي الأسف الرجولية قُوَّة معجونة فِي طين الطَّبْع والأنوثية رخاوة ولد السَّبع عَزِيز الهمة وَابْن الذِّئْب غدار وكل إِلَى طبعه عايد الْجد كُله حَرَكَة والكسل كُله سُكُون إِذا أردْت أَن تعرف الديك من الدَّجَاجَة حِين يخرج من