وقد ذكر العلماء أنه كان يؤخذ عن الدنيا، وبهذا يفسّر أيضا ما ورد في بعض روايات هذا الحديث: أنه أغمي عليه.

وقال «السيوطي» في «الإتقان» (?) بعد أن ذكر أن من كيفيّات الوحي تكليم الله إما في اليقظة وإما في المنام: «وليس في القرآن من هذا النوع شيء- فيما أعلم- نعم يمكن أن يعد منه آخر سورة «البقرة» لما تقدم (?)، وبعض سورة «الضحى» و «ألم نشرح»، فقد أخرج «ابن أبي حاتم من حديث عديّ بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سألت ربي مسألة وددت أني لم أكن سألته، فقلت: أي رب، اتخذت إبراهيم خليلا، وكلمت موسى تكليما، فقال: يا محمد، ألم أجدك يتيما فآويت، وضالا فهديت، وعائلا فأغنيت، وشرحت لك صدرك، وحططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، فلا أذكر إلا ذكرت معي».

وما أشار إليه فيما تقدّم: هو ما أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن مسعود قال: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى ..

الحديث» وفيه: «فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثا، أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك- من أمته- بالله شيئا .. المقحمات (?)» .. وفي «الكامل» للهذليّ: نزلت آمَنَ الرَّسُولُ إلى آخرها بقاب قوسين» (?).

وأعقب على ما ذهب إليه الإمام «السيوطي» إمكانا: بأن رواية «مسلم» ليس فيها تصريح بنزول خواتيم سورة «البقرة» عن طريق تكليم الله، فلعلّ المراد بإعطائه إيّاها: إعلام الله له باختصاصه صلى الله عليه وسلم وأمته بما تدلّ عليه؛ تمنّنا عليه في هذا الموقف العظيم .. ألا ترى أنه أعطي الصلوات الخمس، وفرضت مع أنها لم ينزل فيها قرآن هذه الليلة! وليس في رواية الهذليّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015