الله بوحيه بما أراد، فينتهي به إلى الملائكة فكلما مر بسماء سأله أهلها ماذا قال ربنا قال: الحق، فينتهي به حيث أمر» والحديث وإن لم يكن نصّا في القرآن إلا أن «الوحي»

يشمل وحي القرآن، وغيره، بل يدخل فيه الوحي بالقرآن دخولا أوليا.

وهذا الرأي هو أحد الاحتمالين الّذين جوّزهما «الطيبيّ» وهو مراده بقوله: أن يتلقفه تلقفا روحانيّا.

والاحتمال الثاني: وهو حفظه من اللوح المحفوظ وإن كان غير مستبعد إلا أن ما دل عليه النص أولى، وينبغي أن يصار إليه وهو الأليق بالقرآن الكريم.

وفي تلقي «جبريل» - عليه السلام- القرآن من ربه دون وساطة: إعظام للقرآن وتفخيم لشأنه، وتنبيه إلى غاية العناية به، والحرص والمحافظة عليه، ومبالغة في صيانته عن التحريف، والتبديل.

ألا ترى في دنيا الناس أن الملوك والرؤساء حينما يرسلون رسولا برسالة كتابية أو شفهية فإنهم يسلمونها لهم بأيديهم أو يقرءونها عليهم مبالغة في الحرص عليها، وشدة الاعتناء بها، وتحذيرا لهم من الخيانة فيها أو عدم تبليغها بنصها، وكمالها، فما بالك بملك الملوك، وبالقرآن الذي هو رسالة الرسالات! ألا ترى أن أحد الملوك أو الرؤساء أو الأمراء إذا أرسل رسالة مهمة، في أمر مهم، لرجل ذي شأن فإنه يتخير لها الرسول، ويأبى إلا أن يختمها بختمه، وأن يناولها إليه بيده، أو أن يقرأها عليه بنفسه مبالغة منهم في الحرص عليها، وصيانتها، وعلى تبليغها كما تلقاها بنصها وفصها من غير تحريف لها ولا تزيد فيها.

فما بالك بالقرآن الذي هو كلام الله ورسالة الرسالات وأحق الكتب بالتحوط والصيانة، والحفاظ عليه.

8 - كيف كان يتلقّى النبي الوحي

كان النبي- صلوات الله وسلامه عليه- يتلقى عن جبريل- عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015