صبري» - رحمه الله- شيخ الإسلام بتركيا سابقا في كتاب دقيق سماه:
«مسألة ترجمة القرآن»، كما عارض الترجمة المرحوم الأستاذ الشيخ «محمد سليمان» نائب المحكمة الشرعية العليا سابقا وسمى كتابه: «حدث الأحداث في الإسلام، الإقدام على ترجمة القرآن»، وألف الأديب الصحفي «محمد الههياوي» - رحمه الله- رسالة بعنوان: «ترجمة القرآن الكريم غرض في السياسة وفتنة في الدين».
وقد ألف- ولا يزال يؤلف- في بعض أنواع علوم القرآن كثير من الأحياء من أفاضل العلماء والأدباء.
وقد كان لي شرف أن أدلي بدلوي في هذه الدلاء، وأن أشارك في التأليف في هذا المضمار الشريف الفسيح، مضمار الدراسات الأصيلة في كتاب الله العزيز فكان هذا الكتاب «المدخل لدراسة القرآن الكريم»، وفي النية- إن شاء الله- متابعة البحث والتنقيب عن كنوز القرآن الكريم وعلومه، حتى أخرج ما تيسر من مباحث هذا العلم المنيف في بضعة أجزاء، والله الموفق والمعين وقد استفدت مما كتبه المؤلفون في القديم والحديث في علوم القرآن، وأمكنني أن آتي بجديد لم يسبقني أحد إليه، وبتحقيق لبعض مسائله لم يحم أحد عليه، وبتهذيب، وبترتيب لبعض مباحثه، وكل ذلك بفضل الله وتوفيقه.
ولبعض الزملاء، والأقران وبعض التلاميذ والأبناء في مصر، وغير مصر، وفي الأزهر وغير الأزهر كتب قيمة، ورسائل جيدة، في الدراسات القرآنية أو إن شئت فقل في «علوم القرآن» فجازاهم الله خيرا على صنيعهم هذا، وإنه لمضمار شريف، وفيه فليتنافس المتنافسون.
وسيظل هذا الكتاب الكريم منهلا عذبا، وموردا صافيا، ومادة خصبة للباحثين والمفكرين، يدورون في فلكه الدوّار، ويستظلون بظله الظليل، ويستهدون بهديه القويم، ويسيرون على ضوئه ومنارته.
وسيستمر مصدر حركة فكرية وباعث حياة شعوب، ومجدد شباب أمة، وحارس لغة هي أشرف اللغات، وأعذبها، ومشغلة للفكر الإنساني حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين.