وفي القرن السادس الهجري، ألف الإمام «أبو الفرج بن الجوزي» المتوفّى سنة 597 هـ كتابا سماه: «فنون الأفنان، في علوم القرآن» وكتابا آخر سماه: «المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن» (?).
وفي القرن السابع: ألف الشيخ «علم الدين علي بن محمد السخاوي» المتوفى سنة 643 هـ كتابا سماه «جمال القراء»، وألّف العلامة عبد الرحمن ابن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي المعروف «بأبي شامة» المتوفى سنة 665 هـ كتابا سماه «المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز».
وهذه الكتب- كما قال «السيوطي» -: «عبارة عن طائفة يسيرة، ونبذة قصيرة» بالنسبة للمؤلفات التي ألفت بعد في هذا العلم.
ثم أهلّ القرن الثامن: فألف فيه الإمام «بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي» (?) المولود سنة 745 والمتوفى سنة 794 هـ كتابا سماه: «البرهان في علوم القرآن»، ذكر فيه سبعة وأربعين نوعا من أنواع علوم القرآن، وقد سردها «السيوطي» في مقدمة إتقانه، ثم نقل عن «الزركشي» قوله: «واعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لأفرغ عمره، ثم لم يحكم أمره، ولكنا اقتصرنا من كل نوع على أصوله، والرمز إلى بعض فصوله، فإن الصناعة طويلة والعمر قصير، وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير».