معرفة المكي والمدني من المباحث المهمة التي يحتاج إليها المفسر لكتاب الله ومن نصب نفسه للاجتهاد والفتيا والقضاء كي يمكنهم التوصل إلى الحق والصواب، قال أبو القاسم الحسن بن حبيب النيسابوري في كتاب «التنبيه على فضل علوم القرآن»: من أشرف علوم القرآن:
(1) علم نزوله (2) وجهاته (3) وترتيب ما نزل بمكة والمدينة (4) وما نزل بمكة وحكمه مدني (5) وما نزل بالمدينة وحكمه مكي (6) وما نزل بمكة في أهل المدينة (7) وما نزل بالمدينة في أهل مكة (8) وما يشبه نزول المكي في المدني (9) وما يشبه نزول المدني في المكي (10) وما نزل بالجحفة (11) وما نزل ببيت المقدس (12) وما
نزل بالطائف (13) وما نزل بالحديبية (14) وما نزل ليلا (15) وما نزل نهارا (16) وما نزل مشيعا (17) وما نزل مفردا (18) والآيات المدنيات في السور المكية (19) والآيات المكيات في السور المدنية (20) وما حمل من مكة إلى المدينة (21) وما حمل من المدينة إلى مكة (22) وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة (23) وما نزل مجملا (24) وما نزل مفسرا (25) وما اختلفوا فيه فقال بعضهم مدني وبعضهم مكي، فهذه خمسة وعشرون وجها من لم يعرفها ويميز بينها، لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى (?).
قال السيوطي: وقد أشبعت الكلام على هذه الأوجه فمنها من أفردته بنوع ومنها ما تكلمت عليه في ضمن بعض الأنواع.
وقد أفرد المكي والمدني بالتأليف بعض العلماء، كمكي والعز الدريني، وليس من شأننا في هذا المبحث تتبع الجزئيات واستقراء السور والآيات المكية والمدنية فذلك بالتأليف المستقل ألصق، وإنما قصدنا ذكر أحكام كلية وسمات وخصائص للمكي والمدني ومعارف متصلة بهما من