فلم ينزل بعدها شيء من الفرائض، والتحليل والتحريم روي هذا عن السدي، وجماعة.

وعلى هذا الرأي فلا مانع من نزول آيات بعدها ليست منشئة لأحكام جديدة، بل مقررة لما سبق من الأحكام كآية الربا يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278).

وذلك عند من يرى أنها آخر آية نزلت من القرآن (?) فإنها ليست منشئة لتحريم الربا إذ التحريم مستفاد قبل ذلك من آية آل عمران: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا

أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

(130) وآية البقرة التي هي قبل: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا وإنما جاءت هذه مقررة ومؤكدة للحرمة.

وكآيات التذكير بالآخرة والوعظ والترغيب والترهيب وذلك مثل قوله:

وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ... فإنها للتذكير باليوم الآخر والترغيب والترهيب.

ومن ثم يتبين لنا أن الآية كيفما فهمناها وحملناها لا تدل على أنها آخر القرآن نزولا، وهو ما قاله ثقات المفسرين، وأجمع عليه علماء علوم القرآن.

5 - أمثلة لأوائل وأواخر مقيدة

هذا الذي قدمناه في البحثين السابقين إنما أريد به الأوائل والأواخر المطلقة، وإن كان التحقيق العلمي دعانا إلى تنزيل بعضها على أنها أوائل وأواخر مقيدة، وكما بحث العلماء في النوع الأول، بحثوا في الأوائل والأواخر المقيدة بمحرم خاص، أو بموضوع خاص، أو بسورة خاصة، أو ببلد معين وقد ذكروا لذلك أمثلة كثيرة منها:

[أول ما نزل فى الخمر وآخر ما نزل فيها]

1 - فمن ذلك الآيات التي نزلت في الخمر، فأول آية نزلت فيها هي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015