مذهب الإمام مالك، كرجز ابن عاشر، كما درس الأدب مع شيء من التوسع على زوجة خاله، وأخذ عنها إضافة إلى الأدب: مبادئ النحو كالآجرومية، وبعض التمرينات، كما أخذ عنها بتوسع: أنساب العرب وأيامهم، والسيرة النبوية، ونظم الغزوات لأحمد البدوي الشنقيطي -وهو يربو على خمسمائة بيت مع شرحه لابن أخت المؤلف المعروف بحماد-، ودرس عليها أيضًا نظم عمود النسب للمؤلف نفسه، وهو نظم طويل يُعَدُّ بالآلاف، بالإضافة إلى شرحه لابن أخت المؤلف (القدر المتعلق بالعدنانيين).
كل ذلك حصَّله في بيت أخواله! ! وقد أخذ عن غيرهم الفقه المالكي من مختصر خليل، والنحو من ألفية ابن مالك وغيرها، والصرف، والأصول، والبلاغة، وشيئًا من الحديث، والتفسير.
أما المنطق وآداب البحث والمناظرة فكان تحصيله لها عن طريق المطالعة.
يُحدثنا الشيخ (رحمه الله) عن بداية الطلب فيقول: "ولما حفظت القرآن، وأخذت الرسم العثماني، وتفوَّقْتُ فيه على الأقران، عُنِيَت بي والدتي وأخوالي أشد عناية، وعزموا على توجيهي للدراسة في بقية الفنون، فجهَّزَتني والدتي بجملين، أحدهما عليه مركبي وكتبي، والآخر عليه نفقتي وزادي، وصحبني خادم ومعه عدة بقرات، وقد هيّأت لي مركبي كأحسن ما يكون من مركب، وملابس كأحْسَن ما تكون، فرحًا بي، وترغيبًا لي في طلب العلم، وهكذا سلكت سبيل الطلب والتحصيل" اهـ.