سافر أمين المكتبة إلى الإسكندرية وانتظر أطول سنة في حياته لينظر حلول أطول يوم في السنة في نصف الكرة الشمالي، وفعلا كان ذلك، غرز إيراطوسثينس عصاه في الأرض وجعلها عمودية على سطحها ساعة توسط الشمس كبد السماء. وقاس الزاوية ب أجـ وهي زاوية سقوط ظل العصا أب ووجدها تعادل 7.2 درجة. وبما أن امتداد عصاه وامتداد أشعة الشمس متوازية فإن زاوية ب أجـ= زاوية ب م د بالتبادل. عرف إيراطوسثينس أن لو قسم زوايا الدائرة إلى زوايا تساوي كل منها 7.2 درجة فإن عدد تلك الزوايا سيكون خمسين زاوية، وبما أنه عرف أن كل قوس من محيط الأرض يقابل كل زاوية منها يساوي ما يعادل 5000 ستديا تقرييا فإن محيط الأرض يساوي:
360 × 5000
...
250000 ستديا
7.2
وهذا الرقم الذي وصل إليه إيراطوسثينس بالرغم من بعض الأخطاء بالنسبة للمسافة بين المدينتين وموقع أسوان التي افترضها واقعة تماما على مدار السرطان، كان أقرب الأرقام إلى الطول الحقيقي لمحيط الكرة الأرضية الصحيح الذي وصل إلى حوالي 25000 ميل "40000كم".
وما شأن إيراطوسثينس ومقياس الرسم؟
أجل ... إن ما أنجزه إيراطوسثينس كان ولا يزال من أهم دعائم العلم بوجه عام وعلم الخرائط بوجه خاص. لقد أثبت لنا العالم المذكور أن التحري والعمل الميداني والبحث أحسن بكثير من التكهن والتقدير أو التخمين. كما أنه ساعدنا على تقسيم الكرة الأرضية إلى خطوط طول ودوائر عرض. بالإضافة إلى ذلك فإنه علمنا اتباع مبدأ من مبادئ الخرائط