من الجدير بالذكر أن الأمم المتقدمة تعطي اهتماما كبيرا للخرائط وتشجع طلابها -وهم فيما يعادل المرحلة الدراسية الابتدائية عندنا- على قراءة واستعمال الخرائط؛ ولا شك أن مرد هذا الاهتمام راجع إلى اقتناع رجال التربية والتعليم في تلك الدول بالفوائد المهمة التي يجنيها الطلاب من معرفتهم قراءة واستعمالات الخرائط في حياتهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر: إننا نجد في بعض مقررات السنة الثالثة الابتدائية وما يليها من مقررات السنوات التالية بعض الخرائط للأحياء التي تحيط بتلك المدينة. وكثيرا ما يشاهد بعض المدرسين أو المدرسات ومعهم طلابهم كلٌّ يحمل خريطة للمنطقة المحيطة بالمدرسة. ويطلب في العادة من طالب أو أكثر الاستعانة بالخريطة من أجل الوصول إلى مكان موضح عليه مثل محطة سكة حديد أو بحيرة أو غابة. ومما يلاحظ في مثل تلك الدول أن الحصول على كثير من الخرائط هو من أبسط الأمور وغالبا ما يكون دون مقابل. وتوضح على مثل تلك الخرائط عادة الطرق والمدن والغابات والمتنزهات وخطوط السكك الحديدية وبعض الظاهرات الطبيعية والبشرية. وتوجد هذه الخرائط بكثرة في محطات الوقود أو نوادي السيارات. ويستعمل المسافرون تلك الخرائط للسفر عبر مناطق لم يروها من قبل لمسافات طويلة دون أن يضيعوا شيئا من وقتهم في سؤال الآخرين عن الطريق.

ومن الملاحظ أن استعمالنا للخرائط في عالمنا العربي محدود للغاية، ويعتقد كثير من أبناء أمتنا العربية أن حيازة خريطة لمنطقة ما أثناء السفر قد يثير اشتباه رجال الأمن وحراس الحدود في أمرهم. ولربما يرجع ذلك إلى الظروف الحرجة التي تمر بها بلادنا وحالة الحرب التي بينها وبين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015