تعد الخريطة حجر الزاوية لعلم الخرائط حيث إنها تمثل لنا بصورة مبسطة المكان أو الأقليم الذي نريد تمثيله على سطح مستوٍ، نحن نتوقع الظاهرة أو مجموعة من الظاهرات التي نريد دراستها أو نشير إليها أثناء أو بعد الدراسة، فإذا قام أحد الأساتذة أو الطلاب أو المختصين بدراسة عن إقليم نجد مثلا وأشار أثناء كتابته عن ذلك الإقليم إلى سلسلة جبال طويق، وضمن بحثه خريطة لنجد، فلا بد له من أن يوضح موقع هذه السلسلة بالنسبة للإقليم على الخريطة. وكذلك إذا أشار الباحث إلى بعض أودية الإقليم مثل وادي حنيفة أو وادي السهباء. فإنه من الأفضل أن يوضح على خريطته الأودية التي أشار إليها، أو على الأقل أهم أودية الإقليم. ويمكن أن ينطبق نفس هذا القول على المدن والطرق وغيرها من الظاهرات الطبيعية والبشرية التي يتطرق إليها أو يذكرها الباحث في بحثه. إن عملا مثل هذا بلا شك يسهل على كل من الباحث والقارئ استيعاب وإدارك الأهداف التي تكمن في جنبات البحث.
لقد زادت أهمية الخرائط في وقتنا الحاضر بحيث إنها لم تعد ضرورة للباحثين أو طلاب علم الجغرافيا فقط؛ ذلك لأنها أصبحت أداة ووسيلة لأناس كثيرين غيرهم، ولا عجب أن نجد أن الخرائط قد أضحت من أهم أدوات الطيارين والضباط والبحارة والمهندسين والمدرسين والمسافرين، وحتى رواد الفضاء قد اهتموا بقراءة واستعمال الخرائط. وهناك كثيرون غير هؤلاء لا يستغنون عن استعمال الخرائط.