ومَنْ رَوَى بالفاء والتاء فمعناه: صيَّرْنَهُ مفتونًا، قال الشاعرُ (?):

لئنْ فَتَنْتَني لهي بالأمسِ أَفْتَنَتْ ... سعيدًا فأمسى قَدْ قَلَى كلَّ مُسلِمِ

وإنَّما أنكر روايةَ الفاء واللام وجعلها تصحيفًا، لأنَّه لم يعرفْ معناها.

* * *

وقوله (?): (ويقولون: قَرَيْتُ الكتابَ، والصوابُ: قرأتُ، بالهمز. وسمع أبو عمرو الشِّيباني أبا زيدٍ يقول: من العرب مَنْ يقول: قَرَيْتُ، في معنى: قرأت، فقال له أبو عمرو: فكيفَ يقول (?) في المستقبل؟ فسَكت أبو زيدٍ ولم يردّ جوابًا، لأنَّه لو قال: يقرا، لجاءَ من هذا: فَعَل يفعَل، بفتح العين في الماضي والمستقبل، وليس عينُه و [لا] (?) لامه حرفَ حلق، ولم يجئ كذلك باتفاقٍ منهم إلَّا أبَى يأبَى وحده).

[قال الرادّ: قد حَكَى الأخفش ما يقوِّي قول أبي زيدٍ ويشهد له، ذكر أنَّ من العرب من يترك الهمز في كلِّ ما يهمز، إلَّا أنْ تكون الهمزة مبدوءًا بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015