والصحيح المعروف أنَّ الكِيرَ مَوقِدُ النارِ الذي يبنيه الحدَّادُ).

قالَ الرادّ: أكثرُ أهلِ اللغةِ على أنَّ الكِيرَ الزِّقُّ. ومن أقوى حججهم في ذلك قول جرير (?):

أَتفخرُ بالمُحَمَّم قَيْنَ ليلى ... وبالكِيرِ المُرَقَّعِ والعَلاةِ

فَدَلَّ بقوله: المُرَقَّع، على أنَّه الزِّقُّ حقيقةً. وكذلك [قول] بِشر بن أبي خازِم (?):

كأنَّ حَفيفَ مِنْخِرِهِ إذا ما ... كَتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُستعارُ

وهذا بَيِّنٌ لا خفاءَ به.

وأمَّا الكورُ عندهم فهو المبني من الطين. ومنهم مَنْ قالَ: إنَّ الكِيرَ هو المبني.

فإذا كان لأهلِ اللغةِ فيه قولان، فكيفَ تُلَحَّنُ به العامةُ؟

* * *

وقال أيضًا (?): (ويقولون لجماعة الصاحب: صَحَاب. والصواب: صِحاب، بالكسر).

قالَ الرادّ: قد حكى أهلُ اللغةِ: صِحابًا وصِحابة، وصَحابًا وصَحَابة. فأمَّا صِحَاب، بالكسر، فجمعُ صاحب، على توهم حذف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015