مَا رَقَمَ الإمام أحمد- رحمه الله تعالى- كتابا شاملا فيه رأيه وفتاواه في التفريع والفقه، بل كان ينهى عن ذلك؛ تواضعا لله - تعالى- وَحَثًّا على التمسك بالسنة والأثر وفهم كلام الله - تعالى - و " ليبقى باب الاجتهاد مفتوحا لمن هو أهل له، وليعلم القوم أن فضل الله لا ينقطع وان خزائنه لا تنفد، على عكس ما يدعيه القاصرون وينتحله المبطلون ".
قال ابن الجوزي- رحمه الله تعالى- في: " مناقب الإمام أحمد/ 91 ": " وكان ينهى الناس عن كتابة كلامه فنظر الله إلى حسن قصده، فنقلت ألفاظه، وحفظت، فقل أن تقع مسألة إلا وله فيها نص من الفروع والأصول، وربما عدمت في تلك المسألة نصوص الفقهاء الذين صنفوا وجمعوا " انتهى.
وكلمة ابن الجوزي هذه، قد جلاها: ابن القيم- رحمه الله تعالى- في " الإعلام ": (1/ 29- 30) ، والرحيباني في: " مطالب أولي النهى " (1/ 24) وابن بدران في: " المدخل ": (46- 47)