صالح، فلماذا تكنى بعبد الله دون صالح، والعادة جارية بتكني الأَب بأَكبر أَبنائه؟
فلعله تكنى بأبي عبد الله قبل أَن يتزوج، ويولد له، فغلبت عليه.
وهذا جَارٍ في الناس، كما قيل:
لَهَا كُنْيَة عمرو ... وَلَيْسَ لها عمرو
أَو أَنه ولد له ابن أَول ما ولد وسماه عبد الله، ومات في صغره، ويمَنَّى به، فغلبت عليه.
- وإذا عرفنا أَن الإمام أَحمد لم يتزوج إلَّا بعد الأَربعين من عمره بتتبع الأَخبار والروايات في ترجمته نجد مجموعة منها في خبر ما قبل الأَربعين من عمره كان يدعى فيها بأَبي عبد الله، وهذا دليل مادي على سلامة أَحد هذين التعليلين وَأَوَّلهما أَوْلَى. وكم في بطون التاريخ، والسير من معالم، طويت معالمها، وغابت أَخبارها، فهذا: شيخ الإسلام أَبو إسماعيل الهروي: عبد الله بن محمد الأنصاري. ت سنة (481 هـ) لا يعرف له سوى ابنيه: مجاهد، وعبد الهادي، فمن أين جاءت تكنيته بأَبي إسماعيل؟ يدور في هذا تعليلات كثيرة، والله أعلم.
آل الإمام أَحمد: الشيبانيون نَسَبًا، البغاددة وطنًا، وهم: أصول، وفروع، وحواشٍ، وزوجات، ذِكرهم على النحو الآتي:
1- أبوه وجده:
كان أبوه محمد: من أجناد مرو لكن ما لبس زي الجند قط،