(قال ابن حامد - رحمة الله عليه -: وهذه المسائل عندي سالمة على المذهب مستقيمة، منها ما هو بين في نص جوابه، ومنها ما هو يُخَرَّج على أصله، وكل مسألة فيها بَيِّنَة من مكانها، إذا تأملها المنعم للنظر، علم صحتها، وقوام طريقها، وإنما غاب ذلك على طائفة بعد تأملها؛ لدقة أماكنها وخفي مطلبها، وكل مسألة منها بمن الله وعونه قد أوضحناها إيضاحاً بيناً ينفي بذلك كل شبهة، وبالله التوفيق) انتهى.
من هنا أسوق فوائد في الجواب، تفتح الأفق لمن اتجهت همته لتحرير الجواب عنه، فأقول:
أولاً: إن فقه الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - قد تَمَيَّزَ برواية تلامذته الثقات، ودونوه في كتب المسائل عنه، وَجَمَعَهُ من بَعْدُ تلامذتهم الأثبات، في الكتب الجوامع لكتب مسائل الرواية، كما تقدم.
ثانياً: هذه الكتب إلى الآخر منقولة إلينا بالإسناد إلى الآخر كما تقدم، ويأتي في المبحث بعد هذا، ومؤلفوها من ثقات أئمة المذهب، وكبارهم، وأصحاب التخصص الدقيق في معرفة المذهب.
ثالثاً: للإمام ألفاظ اصطلح عليها في الجواب على السؤال وفتيا كل سائل له، بما فيهم العوام، وكانوا يعرفون مراده واصطلاحه في جوابه.