شيء مما فيه أصلًا، فإن رواية الشيرازي هذه مختصرة وأصل الخبر طويل في نحو ورقة، خرجه بطوله البزار والطبراني في الأوسط والأزدي في الضعفاء وغيرهم، وعلامة الوضع لائحة عليه لبرودته وركاكة ألفاظه بحيث لا يخفي بطلانه على من مارس السنة واستطعم ألفاظها الشهية.

ورواه الحاكم في المستدرك ببعض اختصار من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن عن الحسن العرني به، ثم قال: عبد الملك بن عبد الرحمن مجهول لا نعرفه بعدالة ولا جرح والباقون كلهم ثقات، فتعقبه الذهبي بقوله: بل كذبه الفلاس، وهذا شأن الموضوع يكون كل رواته ثقات سوى واحد، فلو استحى الحاكم لما أورد مثل هذا اهـ.

وصدق الذهبي واللَّه، ثم إنه يتعجب من إقراره الحاكم على قوله: والباقون كلهم ثقات، مع أنه ذكر في الميزان الأشعث بن طليق، وقال: روى عن مرة الطيب لا يصح حديثه قاله الأزدي، ثم ساق له هذا الحديث، ويتعجب أيضًا من الحافظ الهيثمي في كلامه على هذا الحديث في مجمع الزوائد (?) وعدم تصريحه بوضعه، مع أن متنه يكاد ينطق بذلك ففيه ألفاظ يجل منصب النبوة عنها مع اختلاف واضطراب في التاريخ الذي جمعهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيه، وكذلك في البيت الذي وقع الاجتماع فيه، فبعضهم يقول: قبل وفاته بشهر، وبعضهم يقول: قبل وفاته بست، وبعضهم يطلق، وأما البيت فبعضهم يقول: في بيت ميمونه وبعضهم يقول: في بيت عائشة وفيه: "فنظر إلينا فدمعت عيناه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015