جاء رجل إلى ابن عباس سأله عن الصيام فقال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن من أفضل الصيام صيام أخي داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا".
646/ 1280 - "أَفْضَلُ العِبَادَةِ الفقهُ، وأَفْضَلُ الدِّينِ الورعُ". (طب) عن ابن عمر
قال الشارح في الكبير: وظاهر تخصيصه بالكبير يوهم أنه لا يوجد للطبراني إلا فيه، وليس كذلك؛ بل خرجه في معاجمه الثلاثة، وقد أشار المصنف لضعفه؛ وذلك لأن فيه -كما قال المنذري ثم الهيثمي- محمد بن أبي ليلى ضعفوه لسوء حفظه.
قلت: هذا انتقاد سخيف، ومتى عزى الحديث إلى الطبراني فقد عزى إلى الطبراني سواء في ذلك الكبير والأوسط والصغير (?) [2/ 124]، أو واحد منها إذ لا فضل لكتاب على آخر منها، ولا شرط فيه أشد وأعلى من شرط الآخر، وما التزم مخلوق الإحاطة في العزو، فأعجب للشارح رحمة اللَّه ما أسخفه! ولو أراد سخيف أن يسخف مثله لقال: وظاهر صنيع الشارح يوهم أنه لم يخرجه إلا الطبراني وليس كذلك.
فقد خرَّجه أيضًا القضاعي في مسند الشهاب قال [2/ 249]:
أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن الحسن الناقد أنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد الخياش ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن آدم ثنا معلى عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر وابن عباس قالا: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع".
ولكن لا معنى لتلك السخافة فلا نغرق فيها، ونقول بدون تعقب: في الباب أيضًا أبو هريرة وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان وأنس بن مالك