كما كان لا ينقضي عجبه من علماء العصر المتلبسين بالىهيئة الفرنجية المتهافتين على شغل المناصب، ومواقفه مع علماء الأزهر في هذا الشأن كثيرة، يتأكد هذا المعنى في العديد من كتاباته رحمه اللَّه، من ذلك:
"وإذا كان العارف أبو الحسن بن ميمون ألَّف في أواخر القرن التاسع كتابه "غربة الإسلام بين المتفقه والمتفقر بمصر والشام وما والاها من بلاد الأعجام" وحكم فيه بكفرهم وردتهم ومروقهم من الدين، فما بالك لو رأى هؤلاء المتفرنجين، بل هم واللَّه شر من تحت أديم السماء كما ورد في السنة المطهرة" (?).
وبالجملة فقد كان الرجل في هذا المضمار نبراسًا يقتدى به في الليل البهيم الذي نعيشه الآن وسط قوم قد تشبعت أرواحهم بداء التفرنج، باعوا آخرتهم بدنياهم تحت شعار التمدن والحضارة.
وفي نقده لتلك الشخصية المنحلة، كان يرى أن إفكها منوط بما أسماه "أدوات الكفار" للقضاء على الإسلام، والمتمثلة في الكنائس والمستشفيات والمدارس التبشيرية من جهة، والجرائد والمجلات (?) من جهة أخرى، فهي بمجموعها قادرة على خلق جيل متفسخ من أولاد المسلمين قد ضعفت فيهم الروح الإسلامية والتعاليم الدينية.