بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للَّه رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد، ففي المدة التي كنت فيها ملازمًا لشيخنا العلامة عبد اللَّه بن الصديق بطنجة أثناء التحاقي بالقرويين، كنت حريصًا على حضور درس فضيلته المقام بعد صلاة الصبح والذي كان يتناول فيه كتاب "نيل الأوطار" شرحًا وتعليقًا وتحقيقًا على مدى ما يقرب من عشر سنين (?).
وكان فضيلته في أثناء الدرس كثيرًا ما يلوح بذكر كتاب "المداوي" لشقيقه أبي الفيض الحافظ أحمد بن الصديق، فيثني عليه ويطريه ذاكرًا أنه من أجود ما ألف في بابه، وأن من أراد صناعة الحديث فعليه بلبابه.
ثم اتفق أن يسر اللَّه وأنشئت دارًا للنشر بالقاهرة أثناء فترة إقامتي بطنجة عام (1410 هـ) وتشرفت بطبع بعض الرسائل العلمية لشيخنا عبد اللَّه بن الصديق.