ومعرفة دلائلهم والتفقه منها والتبصر بها والاهتداء بعلمهم والسير على طريقتهم لا على سبيل تقليدهم" (?).

وعليه فقد كان الرجل نسيج وحده وفريد عصره في ذلك المضمار ينئا بفكره عن التعصب والتزمت الممقوت، والذي كان صفة سائدة بين علماء ذلك الوقت وخاصة المالكية منهم، فكان يعتمد في اجتهاداته على استنباط الأحكام من أصولها وإلحاق الفروع بمعادنها الأولى دون إفراط ولا تفريط (?)، لا يضره في ذلك مخالفته لمن خالف ما لم يخرق إجماعا معتبرا.

وقد أخطأ من زعم أنه كان ظاهرى المذهب أو أنه تبنى آراء ابن حزم في جملتها (?) إذ ليس الأمر كذلك بل غايته أنه اعتمد قاعدة ابن حزم فى القياس ثم خالفه في الفروع التى تمسك فيها ابن حزم بظاهر النصوص تمسكا مبالغا فيه يبعد عن روح التشريع والغاية منه.

وكان يبغض كتب الفروع العارية عن الدليل بغضا شديدا ولا ينصح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015