طريق أنس، فقد ضعفه المنذرى، وقال الهيثمى: فيه الحارث بن زياد، قال الذهبى: ضعيف، وقال الدميرى: حديث ضعيف تفرد به ابن ماجه، وفيه إسماعيل بن سلمان الأزرق ضعفوه اهـ. وبهذا التقرير انكشف أن رمز المصنف لصحته صحيح في حديث على لا في حديث أنس فخذه منقحا.
ورواه الخطيب من حديث أبي هريرة وزاد في آخره: "مفتنات للأحياء، مؤذيات للأموات".
قلت: لو لم يدع الشارح أنه منقحا لكان أوفق به، فإنه في غاية التخليط، فقد ادعى أن حديث على صحيح، وأن حديث أنس ضعيف، ونقل ذلك عن ابن الجوزى، ثم نقل عن المنذرى أنه قال: ضعيف، والمنذرى قال ذلك في حديث على، ثم نقل عن الدميرى أنه ضعف حديث على وقال: تفرد به ابن ماجه وفيه إسماعيل بن سلمان: ضعفوه، ثم عزاه للخطيب من حديث أبي هريرة، وهو عند الخطيب من حديث أنس، فبينا هو يصحح حديث على ويضعف حديث أنس إذ يعود فيحكى تضعيف حديث على في سياق كلامه على حديث أنس، فهذا غاية التخليط فأين التنقيح؟!.
وحديث على أيضا ضعيف، وما أرى ابن الجوزى يقول عنه صحيح، لأنه من رواية إسماعيل بن سلمان عن دينار أبي عمر عن ابن الحنفية عن على. ودينار أبو عمر ويقال: ابن عمر مختلف فيه، والراوى عنه إسماعيل بن سلمان ضعيف، فكيف يقول عنه ابن الجوزى: إنه إسناد جيد؟!
ثم إن الخطيب رواه من حديث أنس لا من حديث أبي هريرة، وكأن الشارح رأى عن أبي هدبة عن أنس فانتقل ذهنه إلى أبي هريرة، لأن أبا هدبة قريب في الرسم من أبي هريرة.
قال الخطيب [6/ 201]: