وقد خرجه الحاكم في المستدرك [3/ 422، رقم 5784] من طريق عبد الوهاب الثقفى عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، وإنما اتفقا بإسناده على ذكر أبي عبيدة فقط، وقد ذكرت علته في كتاب التلخيص.
قلت: وكذلك في علوم الحديث [ص 114] فأخرجه من طريق قبيصة بن عقبة عن سفيان عن خالد الحذاء أو عاصم عن أبي قلابة عن أنس، ثم قال: وهذا معلول، فلو صح بإسناده لأخرج في الصحيح، إنما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: ["أرحم أمتى"] (?) مرسلا، وأسند ووصل: "إن لكل أمة أمينا"، هكذا رواه البصريون الحفاظ عن خالد الحذاء وعاصم جميعا اهـ.
وهذا من الخطأ الذي يتتابع عليه الحفاظ، فالحديث رواه الثقات الأعلام رجال الصحيح المتفق عليهم عن أبي قلابة، وهو ثقة عن أنس، فكيف ترد روايتهم بقول من قال عن أبي قلابة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلا، مع أن المقرر عندهم والمعروف فيما بينهم أن الحكم لمن وصل لا لمن أرسل، وكيف يكون أبو قلابة سمع آخر الحديث من أنس ولم يسمع أوله؟!
والحديث خرجه أحمد في مسنده [3/ 189] والطحاوى في مشكل الآثار [2/ 279، رقم 808] من طرق عن أبي قلابة عن أنس، وورد من حديث جابر وابن عمر وأبي سعيد ورجل من الصحابة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقد ذكر بعض طرقه ابن عبد البر في مقدمة الاستيعاب من حديث ابن عمر وأبي سعيد وغيرهما.
وحديث جابر رواه أيضا أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 13] عن الطبرانى