الذهبى: هذا حديث منكر وأبو هاشم لا يعرف، وقد اضطرب فمرة عر الحسن ومرة عن الحسين، وأورده في الفردوس بلفظ: "أتانى جبريل فقال: يا محمد ماكس عن درهمك، فإن المغبون" إلخ ما هنا، ورواه الحكيم في نوادره من حديث عبد اللَّه بن الحسين عن أبيه عن جده.

قلت: فيه أمور، الأول: قوله: لكن الحديث حسن لشواهده، باطل فإنه ليس في الباب شواهد ولا يعرف في هذا المعنى أحاديث غير حديث الباب، فكان حقه أن يقول: لتعدد طرقه لا لشواهده.

الثانى: قوله: فاقتصار المصنف على العزو له. . . إلخ، باطل فإن المصنف من أول كتابه إلى آخره لا ينقل كلام المخرجين، فكيف ينتقد عليه عند كل حديث بما يزيد على ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف مرة، مع التغافل عن شرطه وصنيعه في الكتاب.

الثالث: أنه باطل أيضًا من جهة أنه قد رمز له بعلامة الضعيف الذي يقيمه مقام النقل لكلام المخرجين.

الرابع: أنه باطل أيضًا من أصله، فإن الخطيب خرج الحديث في موضعين، أحدهما: قال فيه ما نقله الشارح، والثانى: لم يقل فيه شيء من ذلك، وهو أول الموضعين في ترجمة أحمد بن سليمان بن داود التمار فقال [4/ 180]:

أخبرنى أبو طالب الفقيه أخبرنا أبو على أحمد بن سليمان بن داود التمار ثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوى ثنا كامل بن طلحة ثنا أبو هشام القناد البصرى قال: كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسين بن على ابن أبي طالب فكان ربما يماكسنى فيه فلعلى لا أقوم من عنده حتى يهب عامته، قلت: يا ابن رسول اللَّه، أجيئك بالمتاع من البصرة تماكسنى فيه فلعلى لا أقوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015