قلت: وقد أورده ابن الجوزى في الموضوعات [3/ 215] من عند ابن حبان، لكنه لم يعله يزيد العمى، بل بمحمد بن الفضل الراوى عنه، وقال: إنه كذاب فلم يصب, لأن محمد بن الفضل تابعه عليه في روايته عن زيد العمى رجلان، وهما: سلام الطويل، وهشيم، فبرئ محمد بن الفضل من عهدته، ولم يبق إلا زيد العمى وهو مختلف فيه، فقد وثقه جماعة وأثنوا عليه واحتج به أهل السنن.
3225/ 8328 - "مَن احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبعَاءِ أَوْ يَوْمَ السَّبْتِ فَرأَى فِي جَسَدِهِ وضَحًا فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ".
(ك. هق) عن أبي هريرة
قال الشارح: وإسناده صحيح.
وقال في الكبير: وهذا رواه أحمد، وكأن المصنف أغفله سهوًا، وقال الحاكم: صحيح، فرده الذهبى في التلخيص بأن فيه سليمان بن أرقم، متروك، وقال في المهذب: سليمان واه، والمحفوظ مرسل وأورده ابن الجوزى في الموضوعات, وذكره في اللسان من حديث ابن عمرو قال: قال ابن حبان: ليس هو من حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله في الصغير: وإسناده صحيح بعد نقله وتعقب الذهبى على تصحيح الحاكم [4/ 409، 410، رقم 8256]، وبيان أن فيه سليمان بن أرقم وهو متروك، تلاعب ظاهر.
الثانى: قوله: كذا رواه أحمد. . . إلخ، كذب ظاهر لا خفاء به، فأحمد لم يخرجه أصلا، والشارح عمدته في أحاديث أحمد مجمع الزوائد، وقد عزاه فيه للبزار (?)، وقال: فيه سليمان بن أرقم أيضًا، ولم يذكر أحمد.