قلت: هذا كذب على الطيالسى وجهل بكتب الحديث وصناعته، فما خرجه الطيالسى، ولا الديلمى أشهر من الزبير بن بكار، بل العزو إلى الزبير أولى لأنه أقدم، وكلام الشارح من أصله ساقط لا أصل له.
2850/ 7433 - "لوْ تعلمُ البهائمُ منَ الموتِ ما يعلَمُ بنو آدمَ ما أكلْتُمْ منهَا سمينًا".
(هب) عن أم صبية
ذكر في الكبير أن سبب ورود هذا الحديث ما رواه السهيلى والحاكم بإسناد فيه ضعفاء إلى أبي سعيد الخدرى قال: "مر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بظبية مربوطة إلى خباء، فقالت: يا رسول اللَّه حلنى حتى أذهب فأرضع خشفى، ثم أرجع فتربطنى. . " الحديث، وفيه: "فأطلقها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم قال: لو يعلم البهائم. . . " إلخ.
قلت: هذا كذب على الحاكم فإن إطلاق العزو إليه يفيد أنه في مستدركه، وليس فيه شيء من هذا، وقصة الظبية خرجها البيهقى في الشعب من حديث أبي سعيد والطبرانى، وأبو نعيم من حديث أم سلمة، ومن حديث أنس بن مالك، والبيهقى وأبو نعيم من حديث زيد بن أرقم وليس في شيء من هذه الطرق ذكر هذا الحديث في آخرها، ولا أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قاله عندها، ولينظر الروض للسهيلى.
ثم إن حديث الباب خرجه أيضًا القضاعى في مسند الشهاب، وابن الأعرابى في المعجم، قال:
حدثنا محمد بن صالح كيلجد ثنا محمد بن إسماعيل الجعفرى ثنا عبد اللَّه بن سلمة عن أبيه عن أم صبية به.
ورواه ابن المبارك في الزهد، قال: