قلت: فيه أمور، الأول: أنه بعد ما قال هذا في الكبير جزم في الصغير بأنه حسن.

الثانى: أن الحافظ الهيثمى [7/ 266] قال: فيه حبان بن على وهو متروك، وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها اهـ. فأسقط الشارح هذه الزيادة ليتوصل إلى غرضه.

الثالث: أن حبان بن على قد وثقه جماعة منهم: ابن معين وابن حبان والعجلى والبزار، وقال الخطيب [8/ 299، 13/ 92]: كان صالحا دينا، وتكلم فيه آخرون لأجل التشيع ولم يتهموه بكذب بل أغلبهم لينه، وهى من أخف عبارات التجريح.

الرابع: أن الحافظ العراقى قال: رواه البزار من حديث عمر بن الخطاب والطبرانى في الأوسط من حديث أبي هريرة وكلاهما ضعيف، وللترمذى من حديث حذيفة نحوه إلا أنه قال: "أو ليوشكن اللَّه أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم" وقال: هذا حديث حسن اهـ. فحذف الشارح هذا كما حذف ذكر حديث عمر وصرح بأن الطريقين الضعيفين كلاهما لحديث أبي هريرة وهو وكذب وتدليس وخيانة.

الخامس: أن حديث أبي هريرة له طرق أخرى ليس فيها حبان بن على، قال أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج:

حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفى إملاء ثنا محمود بن محمد بن محمود بن عدى بن ثابت ثنا أيوب بن النجار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.

ومن هذا الطريق رواه الدارقطنى في الأفراد ومن جهته الخطيب في التاريخ، ومع هذا فله شواهد متعددة من حديث عمر وابن عمر وعائشة وحذيفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015