فهذا حديث آخر عزاه للطبرانى في الأوسط، والمذكور في المتن حديث آخر معزو للطبرانى في الكبير.
ثم إن للحديث عن ابن عباس طرقا متعددة بألفاظ مختلفة، قال الحافظ: إنه معها حديث حسن -أى- بالنظر إلى طرقه عن ابن عباس وحده، فكيف بتواتره من طريق غيره؟!
2664/ 6687 - "كَانَ إذَا دَنَا مِنْ مِنْبرِه يَوْمَ الجُمُعَة سَلَّمَ عَلَى مَنْ عنْدَهُ مِنَ الجُلُوسِ، فإِذَا صَعد المِنبَر اسْتَقْبَلَ الْنَّاسَ بِوَجْهِهِ ثُمَّ سَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ".
(هق) عن ابن عمر.
قال في الكبير: هو من حديث عيسى بن عبد اللَّه الأنصارى عن نافع عن ابن عمر، ثم قال: رمز المصنف لحسنه وليس كما قال؛ فقد ضعفه ابن حبان وابن القطان بعيسى المذكور، وقال ابن عدى: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
قلت: قال البيهقى عقب الحديث: تفرد به عيسى بن عبد اللَّه بن الحكم بن النعمان بن بشير أبو موسى الأنصارى، قال أبو أحمد بن عدى: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، قال البيهقى: وروى في ذلك عن ابن عباس وابن الزبير، ثم عن عمر بن عبد العزيز اهـ.
فإن لم يكن رمز الحسن تحريفًا من النساخ فهذا مستند المؤلف، بل هو الواقع، فكأنه رآى هذه الآثار مقوية لحديث ابن عمر وشاهدة له، لاسيما وقد أورد البيهقى في الباب أيضًا حديث جابر بن عبد اللَّه كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا صعد المنبر سلم"، فرآى المصنف أن الحديث يرتقى إلى درجة الحسن بشواهده لأن ابن على وابن حبان قال: إنه لا يتابع على روايته، وهذا الحديث قد توبع عليه في الجملة، وقواه فعل من ذكر من الصحابة ولكل رأيه واجتهاده.