أخبرنا محمد بن عمر ثنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مثله، فأين الزيادة التي يقول: إنها ثابتة عند ابن سعد؟!
وإنما روى تلك الزيادة عن سعيد بن محمد بن أبي زيد، قال: "سألت عمارة بن غزية وعمرو بن يحيى عن جفنة سعد بن عبادة، فقالا: كانت مرة بلحم ومرة بسمن يبعث بها إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما دار دارت معه الجفنة"، فهذا حديث آخر فيه الزيادة المذكورة بلفظ آخر ليست من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما افتراه الشارح عليه، وعلى ابن سعد.
الثانى: أن حديث سهل بن سعد الذي خرجه الطبرانى ليس على شرط المصنف ولا يمكن ذكره في الكتاب.
الثالث: ما زعمه من أحقية العزو إلى الطبرانى باطل بل الحال بالعكس، فإن ابن سعد أقدم وكبر من الطبرانى وأسانيده أعلى وانقى من أسانيده، وطبقاته لا تقل شهرة بين أهل الفن عن معاجم الطبرانى، وإنما الشارح يستخرج العيوب من المحامد، والباطل من الحق ويعكس الأمور بجهله.
2655/ 6667 - "كَانَ إذا دخَلَ المَرفقَ لِبسَ حذاءَهُ وغطَّى رأسَهُ".
ابن سعد عن حبيب بن صالح مرسلا.
قال في الكبير: ظاهر صنيعه أنه لا علة له غير الإرسال والأمر بخلافه، فقد قال الذهبى: فيه أبو بكر بن عبد اللَّه وهو ضعيف، وظاهره أيضًا أنه لم يره مخرجًا لغير ابن سعد ممن هو أشهر وأحق بالعزو إليه وهو عجب عجاب، فقد رواه البيهقى عن حبيب المذكور، ورواه أبو داود موصولًا مسندًا عن عائشة بزيادة ولفظه: "كان إذا دخل الخلاء غطى رأسه، وإذا أتى أهله غطى رأسه"، لكن الظاهر أن المصنف لم يغفل هذا الموصول عن ذهول بل لعلمه أن محمد بن يونس الكديمى متهم بالوضع.