قال في الكبير: فيه عبد الواحد بن واصل، أورده الذهبى في الضعفاء وقال: ضعفه الأزدى، وعبد الواحد بن زيد قال البخارى والنسائى: متروك، قال أبو نعيم: وفي الباب عن عائشة وجابر.

قلت: فيه أمور، أحدها: أن عبد الواحد بن واصل ليس بضعيف، وليس كل ما ذكره الذهبى في الميزان ضعيفا، فإنه قد يورد الثقة من أجل قول قيل فيه وإن كان غير مقبول، فعبد الواحد روى له البخارى مقرونا، وقال ابن معين: كان ثقة من المتثبتين ما أعلم أنا أخذنا عليه خطأ البتة، وقال العجلى ويعقوب بن شيبة ويعقوب بن سفيان وأبو داود والدارقطنى والخطيب: ثقة.

ثانيها: أن الذهبى لم يذكر عن الأزدى كلاما في هذا الرجل، ونصه في الميزان: عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد صاحب حديث مشهور وثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد بن حنبل: أخشى أن يكون ضعيفا، وخرج له البخارى في الصلاة فقرنه بآخر، وقال أحمد أيضًا: لم يكن صاحب حفظ وكتابه صحيح، وقال ابن معين أيضًا: كان من المتثبتين ما أعلم أنا أخذنا عليه خطأ البته انتهى.

ثالثها: أن الأزدى نفسه وإن تكلم فيه فقد اعترف له بالصدق، فذكر الحافظ في التهذيب أن الأزدى حكى عن أحمد بن حنبل أنه ضعفه، ثم قال الأزدى: ما أخرب ما قال أحمد، لأن له أحاديث غير مرضية عن شعبة وغيره، إلا أنه في الجملة قد حمل عنه الناس ويحتمل لصدقه اهـ.

رابعها: أن المصنف عزا الحديث للطبرانى وأبي نعيم، وعبد الواحد المذكور غير موجود في سند أبي نعيم، فإنه أخرجه من غير طريقه فقال [1/ 31]:

حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسين بن سفيان حدثنى يعقوب بن سفيان حدثنى عمرو بن منصور البصرى ثنا عبد الواحد بن زيد عن أسلم الكوفى عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم عن أبي بكر به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015