قلت: انظر هذا وتعجب من صفاقة وجه الشارح، فهو يورد لفظ الحديث عن مسلم مصدرًا بحرف الألف، ويتجاهل عن اصطلاح المصنف ثم يتعقب به عليه في حرف الغين، ثم مع تحققه بأن الحديث صحيح مخرج في الصحيح يقول في الصغير: وسكت عليه أبو داود، فهو صالح، أي: والصالح دون الحسن فضلا عن الصحيح، فما أعجب شأن هذا الرجل!.
2385/ 5823 - "الغِيْبَةُ تَنقضُ الوضُوءَ وَالصَّلاةَ".
(فر) عن ابن عمر
قال في الكبير: ورواه عنه أبو نعيم وعنه تلقاه الديلمى، فإهمال المصنف للأصل واقتصاره على الفرع غير مرضى.
قلت: كذب الشارح، بل ما صنعه المصنف هو المرضى الواجب لأنه أمانة، وما يريده منه الشارح هو الذي لا يرضاه اللَّه ورسوله، ولا الأمانة لأنه كذب وخيانة، فالشارح قلب الحقائق وعكس الأمور لانعكاس طبعه نسأل اللَّه العافية، فأبو نعيم له مؤلفات كثيرة، والديلمى بسند من جميعها، فتارة من الحلية, وتارة من تاريخ أصبهان، وتارة من معرفة الصحابة، وتارة من الطب النبوى، وتارة من الأربعين، وتارة من رياضة المتعلمين، وتارة من فضل العالم العفيف وتارة من غيرها، فالمصنف إذ لم يقف على الحديث في كتب أبي نعيم ورآه في مسند الفردوس من طريق أبي نعيم ولم يعرف في أى كتاب هو عند أبي نعيم -لم يسعه إلا أن يعزوه إلى الديلمى الذي رآه فيه؛ إذ لو قال: رواه أبو نعيم، وعين كتابا من هذه الكتب لكان كاذبًا, ولو قال: رواه أبو نعيم وأطلق لكان قوله بعيدا عن التحقيق والإفادة؛ لكثرة مؤلفات أبي نعيم، فانظر ماذا يعيب هذا المجرم على المؤلف، وتعجب من إجرامه، ثم إن أبا نعيم خرج هذا الحديث في تاريخ أصبهان في ترجمة محمد بن يعقوب ابن سفيان بن معاوية من طريقه قال [2/ 279]: