قلت: الذي تعقب ابن الجوزى بذلك هو المؤلف، ولكن الشارح يحيد عن ذلك محبة لكتم فضله وغمط حقه.
وطريق حديث أنس الذي أورده المؤلف [1/ 216] من عند ابن عساكر والديلمى [رقم 3875] أضعف من حديث زيد بن ثابت لأنه من رواية عمرو ابن الأزهر وهو كذاب وضاع، وقد وجدت لحديث أنس طريقا آخر لم يذكره المؤلف.
قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 337]:
حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن يحيى بن نصر ثنا أبو عبد الرحمن الراعى -هو هارون بن سعيد- ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف ثنا إبراهم بن زكريا حدثنى عثمان بن عمرو بن عثمان البصرى عن أنس بن مالك قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للكاتب إذا كتب: "ضع القلم على أذنك".
وحديث زيد بن ثابت أخرجه أيضًا ابن سعد في الطبقات [2/ 359] قال:
أخبرنا إسماعيل بن أبان الوراق ثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشى عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن زيد بن ثابت قال: دخلت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يمل في بعض حوائجه فقال: "ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملى".
وأخرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار قال:
حدثنا أحمد بن الخليل عن إسماعيل بن أبان به.
وأخرجه ابن حبان في الضعفاء قال [2/ 180]:
حدثنا موسى بن محمد الأنصارى بالبصرة ثنا محمد بن أحمد بن المثنى ثنا إسماعيل بن أبان الوراق به.