قلت: والكذب على اللَّه وعلى دينه يسود صحيفة صاحبه ويبوء له مقعدا من جهنم، فإن هذا الحديث موضوع على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، عزاه المصنف إلى الديلمى [رقم 3799] من حديث ابن عمر، فكتب عليه الشارح في الكبير: ورواه عنه أيضًا البزار وفيه عبد اللَّه بن محمد بن وهب الحافظ أورده الذهبى في الضعفاء، وقال الدارقطنى: متروك، وزافر بن سليمان، قال ابن عدى: لا يتابع على حديثه، وثابت الثمالى، ضعيف جدا.

قلت: قدمنا مرارا أن الشارح أجهل مخلوق خلقه اللَّه تعالى وسيخلقه إلى يوم القيامة برجال الحديث، وأنه كلما رأى في السند رجلا وافق في نسبته أو كنيته أحدا من الحفاظ المشاهير أصحاب المصنفات فهو عنده ذلك الحافظ المشهور، وأن تكررت النسبة مع اختلاف الاسم واختلاف الزمان فهو ذلك الحافظ أيضًا، فإذا وجد في السند أحمد بن نصر من أهل القرن السادس، فهو عنده محمد بن نصر المروزى من أهل القرن الثالث، وإذا وجد في السند عبد الكريم بن نصر من أهل القرن الرابع فهو عنده محمد بن نصر أيضًا، وإذا وجد في السند أبو عبد اللَّه البزار من أهل القرن الخامس فهو أبو بكر البزار صاحب المسند، ثم إذا وجد مرة أخرى إسماعيل بن يحيى البزار من أهل القرن الرابع فهو أيضًا أبو بكر البزار صاحب المسند، وإذا وجد محمد بن عبد اللَّه البزار فهو أيضًا البزار صاحب المسند الذي اسمه أحمد بن عمر ابن عبد الخالق وكنيته أبو بكر، فهذا الحديث وقع فيه كذلك أيضًا، قال الديلمى [رقم 3799]:

أخبرنا حدثنا عبدوس حدثنا على بن إبراهيم البزار ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد اللَّه بن محمد بن وهب حدثنا إسماعيل توبة ثنا زافر بن سليمان عن ثابت الثمالى عن أبي عبد اللَّه الصنعانى عن عطاء عن عبد اللَّه بن عمر به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015