القراءة وهو من يتعاطاها حتى يتصف بها، فمن أين ينقل هذا إلى الزهاد والعباد، فإن لهم وصفا قائما بهم أيضًا هو وصف الزاهد والعابد، ولكن لقلة حيائهم وشدة اغترارهم يرمون داءهم على غيرهم، ولئن وجلوا ذلك بالأحاديث التي فيها القراء فماذا يفعلون بالأحاديث التي فيها لفظ العلماء فإن القارئ والعالِم كل منهما كان يطلق في الزمن الأول على شيء واحد وهو من اتصف بالعلم والقراءة، وأما إطلاق القارئ على الزاهد ولو كان أميا فإنما أحدثه فجار العلماء ليدفعون به عن أنفسهم عار تلك الأحاديث وإلى اللَّه ترجع الأمور، وقد توسط الشارح فجعله من المشترك بين الزهاد والعلماء، وإن قدم بالزهاد، لانهم أهم في نظره وأدخل في معنى الحديث، ثم ثنى بالعلماء، وجعل سبب ذمهم ودخولهم في هذا الحديث بحسب نظره الفاسد ورأيه الباطل هو دعواهم الاجتهاد، فكان آية في قلب الحقائق وجعل الحق باطلا والباطل حقا، وما ديدان القراء المذكورون في هذا الحديث إلا هو وأمثاله [من] الجهلة المتعصبون.
2018/ 4781 - "سيكون أمراء تَعْرِفُونَ وتَنِكُرونَ، فَمَنْ نَابَذهُمْ نَجَا، وَمَنِ اعْتزَلُهْم سَلِمَ، ومَنْ خَالطَهُمْ هَلَكَ".
(ش. طب) عن ابن عباس.
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه هشام بن بسطام وهو ضعيف، وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه من الستة أحد، وإلا لما عدل عنه وهو ذهول عجيب، فقد خرجه مسلم من حديث أم مسلمة.
قلت: لو كان للشارح حياء لاستحيا من الدخول في ميدان الحديث والكتابة فيه، فهو ينقل عن الحافظ الهيثمى أنه ذكر الحديث في مجمع الزوائد الخاص بزوائد الكتب المعينة له على الكتب الستة بحيث ما ذكر فيها لا يذكره هو،