قلت: في هذا عدة أخطاء، الأول: قوله: وروى أبو داود الجملة الأولى منه، يقتضى أن أول الحديث عند أبي داود كذلك دون زيادة: "وشراركم. . إلخ"، فيكون فيه تعقب على المصنف إذ ذكره قبل هذا وعزاه لابن شاهين في الأفراد، ولم يعزه إلى أبي داود على القاعدة المقررة وليس الأمر كذلك، بل لفظ الحديث عند أبي داود كما سبق للمصنف: "حسن الملكة يمن، وسوء الخلق شؤم"، فهو عنده آخر حديث لا أول حديث كما هنا.

الثانى: أن قوله: وروى أبو داود الجملة الأولى منه، يقتضى أنه رواها من حديث عائشة كما هنا والواقع أنه عنده من حديث رافع بن مكيث.

الثالث: قوله: وروى أبو داود. . إلخ، يفيد أن أبا داود خرجه وحده بذلك اللفظ مع أنه أخرجه أيضًا عبد الرزاق وأحمد في المسند [3/ 502] وأبو يعلى، وابن الأعرابى في المعجم، والخرائطى في مكارم الأخلاق، والطبرانى في الكبير، والقضاعى في مسند الشهاب وآخرون.

الرابع: أنه قال: وروى أبو داود الجملة الأولى منه فقط، قال الحافظ العراقى: وكلاهما لا يصح، فاقتضى هذا أن العراقى تكلم على الجملتين المذكورتين هنا، وقال: كلاهما لا يصح، والعراقى ما تكلم إلا على حديث: "سوء الخلق شؤم" من طريقين ولفظ حديثه (?): "ما الشؤم؟ قال: سوء الخلق"، ورواه أحمد [6/ 85] من حديث عائشة: "الشؤم سوء الخلق"، ولأبي داود [4/ 341 رقم 5162] من حديث رافع: "فكيف سوء الخلق شؤم؟ "، وكلاهما لا يصح اهـ.

الخامس: أن الشارج دائمًا يستدرك على المصنف بالمخرج الذي أخرجه المعزو وإليه من طريقه فتجده يقول في أحاديث الديلمى: وهو رواه من طريق أبي نعيم، أو من طريق الحاكم، أو من طريق البزار، فلو عزاه إليه المصنف لكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015