قلت: هكذا يقلب الشارح الأمور ويعكسها وهو لا ينظر ما أمامه، فالمصنف يقول: في مساوئ الأخلاق، وهو يقول: في مكارم الأخلاق، مع [أن] الحديث ليس من موضوع كتاب المكارم ولكنه من موضوع كتاب المساوئ الذي هو كشرح هذا الشارح عفا اللَّه عنا وعنه فهو شرح الأخطاء والهفوات.

1947/ 4585 - "الزَّبَانِيَةُ إلى فَسَقَةِ حَمَلَةِ القُرْآنِ أَسْرَعُ مِنْهُمْ إلى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ فَيَقُولُونَ: يُبْدَأْ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأوْثَانِ؟ فَيُقَالُ لَهْمُ: لَيْسَ مَنْ يَعْلَمُ كَمَنْ لَا يَعْلَمُ".

(طب. حل) عن أنس

قال الشارح: لفظ رواية الطبرانى: "للزبانية" وعليه فكان حقه أن يُوردَ في حرف اللام.

قلت: من هذا يظهر لك أن الشارح متعنت فإنه تنبه هنا لهذا الفرق الدقيق مع أنه قد يكون الأصل الذي وقف عليه اختلط فيه الألف باللام فصار "للزبانية"، ثم هو دائمًا يتعقب المصنف على عدم عزوه الحديث لمخرجين أخرجوه بلفظ آخر بينه وبين الحرف المذكور فيه بون بعيد مع أن المصنف يكون قد ذكره في حرفه.

ثم قال الشارح في الكبير: تنبيه قال ابن عبد السلام في أماليه: ظاهر الحديث أن العالم أكثر عذابا من الجاهل وليس ذلك على إطلاقه، ثم ذكر تفصيلًا فاطلبه من الأمالي.

قلت: هذا الكلام نقله من اللآلئ المصنوعة للمؤلف ولم يعزه إليه، وإنما لم يذكر كلام ابن عبد السلام بتمامه؛ لأن الحافظ المصنف لم يذكر إلا هذا القدر من جملة شواهد الحديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015