مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة، فهجم عليه يهودى يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت، وهو في غاية الرثاثة والشناعة، فقبض على لجام بغلته وقال: يا شيخ الإسلام تزعم أن نبيكم قال: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، فأى سجن أنت فيه وأى جنة أنا فيها؟! فقال: أنا بالنسبة لما أعد اللَّه لى في الآخرة من النعيم كأنى الآن في السجن، وأنت بالنسبة لما أعد اللَّه لك في الآخرة من العذاب كأنك في جنة، فأسلم اليهودى.
قلت: هذه الحكاية قديمة لم تقع مع الحافظ بل حكاها ابن العربى المعافرى في السراج عن الإمام أبي الطيب سهل بن محمد الصعلوكى إمام الشافعية بنيسابور: أنه مر في موكب وأبَّهة فخرج عليه يهودى من مسخن حمام وذكر الحكاية، ولم يقل: فأسلم اليهودى، بل قال: فأفحمه.
وحديث ابن عمر رواه أيضًا أبو نعيم في الحلية [8/ 177 و 185]، والبيهقى في الزهد، والقضاعى في مسند الشهاب، والخطيب في التاريخ [6/ 401]، والشيخ الأكبر في الكوكب الدرى في مناقب ذى النون المصرى.
وحديث سلمان أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية، وهو الذي وقع عنده تلك الزيادة التي ذكرها الشارح.
1801/ 4286 - "الدُّنْيَا سِجْنُ المؤْمِنِ وَسَنتُهُ، فَإذَا فَارَقَ الدُّنْيَا فَارَقَ السِّجْنَ وَالسَنَةَ".
(حم. طب. حل. ك) عن ابن عمرو بن العاص
قال الشارح: بإسناد صحيح.
قلت: لكن ذكر ابن أبي حاتم في العلل (2/ 141) أنه سأل أباه عنه فقال: