لأمرين، أحدهما: أنه من رواية جعفر بن محمد عن أبيه، وجعفر هو الصادق، ووالده هو الباقر وذلك أشهر من نار على علم، ولا تظن أنه لم يقف على سنده، فإنه نقل عن السخاوى في المقاصد، والسخاوى صرح بأنه من رواية جعفر بن محمد عن أبيه.

ثانيهما: أن محمد بن على لا يقال لابن على بن أبي طالب عند الإطلاق، وإنما هو مشهور بمحمد ابن الحنفية، فلو كان هو راوى الحديث لقال المؤلف: محمد ابن الحنفية.

قال القضاعى في مسند الشهاب [1/ 343، رقم 588]:

أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الصفار أنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان ثنا هارون بن سليمان ثنا خلف بن سهل ثنا يوسف بن على: ثنا عثمان بن سماك عن محمد بن إسحاق عن جعفر بن محمد عن أبيه مرفوعًا به.

وأما ثانيا: فظاهر صنيع المصنف يفيد أنه معلول علة غير الإرسال لأنه رمز لضعفه، والمرسل من جهة سنده قد يكون صحيحا وقد يكون حسنا وقد يكون ضعيفا بقطع النظر عن ذاته، فقول الشارح كذب على المصنف.

وأما ثالثا: فإن الحديث لم يرو مسندًا عن عمر رضي اللَّه عنه، بل ذلك من فاحش أوهام الشارح أو من كذبه الصراح، بل الخبر روى عن عمر رضي اللَّه عنه موقوفًا عليه من كلامه.

قال الديلمى في مسند الفردوس [2/ 307، رقم 2782]:

أخبرنا أبي أخبرنا على بن محمد بن عبد الحميد عن أبي بكر بن لال قال: حدثنا أحمد بن محمد الصائغ ثنا الحلوانى ثنا عبد اللَّه بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عمر رضي اللَّه عنه قال مثله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015