ومع ذلك فلم ينفرد به بل تابعه حماد بن يحيى الابح عن الزهرى به مثله أخرجه ابن عبد البر من رواية جبارة بن المغلس عن حماد وهو ثقة إلا أن بعضهم تكلم فيه من أجل هذا الحديث، وقال: إنه معروف بالوقاص يعنى عثمان بن عبد الرحمن.

وأكبر شاهد للحديث الواقع، فإن الناس لما تركوا العمل بكتاب اللَّه تعالى وسنة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- ضلوا وأضلوا, ولم يكن ذلك في زمن الخبر بهذا الحديث فدل على صدقه واللَّه أعلم.

1417/ 3332 - "تَعَوَّذُوا بِاللَّه مِنْ جَهْدِ البَلاءِ، وَدَرْك الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ".

(خ) عن أبي هريرة

قال في الكبير: وقضية كلام المصنف أن ذا مما تفرد به البخارى عن صاحبه والأمر بخلافه، فقد عزاه جمع منهم الديلمى والصدر المناوى إلى مسلم أيضًا في الدعوات، ورواه عنه أيضًا النسائى وغيره.

قلت: مسلم والنسائى خرجاه بلفظ: "كان يتعوذ" وفرق عظيم بين رواية البخارى وبين روايتهما لا في اللفظ ولا في المعنى.

أما اللفظ: فإن المذكور هنا من أمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المصدر بحرف "التاء"، وروايتهما من لفظ الصحابى المصدر بـ "كان" إخبار عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وأما المعنى: فإن المذكور هنا أمر من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروايتهما إخبار عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يقول ذلك، وقد ذكره المصنف في باب "كان" الآتى، وعزاه للشيخين والنسائى، والشارح بعيد عن الفطنة قال مسلم [4/ 2080، رقم 2707/ 53]:

حدثنى عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا ثنا سفيان بن عيينة حدثنى سُمَىٌّ عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015