نصه: هذا إسناد مجهول ضعيف وعبد الرحيم بن حماد -أى أحد رجاله- تفرد به واختلف عليه في إسناده اهـ، وقال الذهبى: عبد الرحيم له مناكير اهـ، ومن ثم حكم ابن الجوزى بوضعه وتعقبه المصنف فأبرق وأرعد ولم يأت بطائل كعادته.

قلت: ما خلق فيمن ينسب إلى العلم أكثر أغلاطا ولا أفحش أخطاء من الشارح على الإطلاق، بحيث أسقطت الثقة من كلامه تمامًا، وجعل كتبه مهزئة ومسخرة يسخر منها الفضلاء وذوو التحقيق، أضف إلى ذلك أنه يتعمد الكذب غير مبال بوعيد الشرع عليه وكونه من أكبر الكبائر كما جربناه عليه مرارا في هذا الكتاب، كل ذلك ليشين المؤلف رضي اللَّه عنه بما هو برئ منه ويغطى شمس فضله المشرقة، كما أنه يحب أن يفعل ذلك مع الحافظ الذي لا يعبر عنه بلقب الحافظ أصلًا إلا نادرًا جدًا، يسبق قلمه لسانه فيجرى بذلك وهو غافل عنه، وإلا فهو لا يذكره بلقب تعظيم أصلًا لا له ولا لغيره، ويخص ذلك بقرابته كالعراقى والصدر المناوى، ومن عدا قرابته فهو لا يحب أن يرى لهم فضلًا وتحقيقا، فلا بارك اللَّه في الحسد ولا في الحساد.

فإن ابن الجوزى أورد الحديث [2/ 185] من طريق عبد الرحيم بن حماد البصرى عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي وائل عن عبد اللَّه، ثم قال: تفرد به عبد الرحيم.

وقد قال العقيلى: إنه حدث عن الأعمش بما ليس من حديثه، فتعقبه المصنف بأن عبد الرحيم لم ينفرد به بل تابعه محمد بن حميد العتكى عن الأعمش، أخرجه الطبرانى من رواية بشر بن عبيد الدارسى عن محمد بن حميد العتكى به، والدارسى وإن كان ضعيفا إلا أن الحديث له مع ذلك شواهد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس، ثم ذكرها بأسانيدها من عند ابن عساكر والخطيب [8/ 335] وأبي نعيم في الحلية [9/ 43]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015