قال في الكبير: وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ: "إن السلام اسم من أسماء اللَّه تعالى وضعه في الأرض تحية لأهل ديننا وأمانا لأهل ملتنا" رواه الطبراني في الصغير.

قلت: حديث أبي هريرة الذي ذكره الشارح في الباب غير لائق لوجهين:

أحدهما: أنه من رواية عصمة بن محمد الأنصاري عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وعصمة كذاب، وقد تفرد به عن يحيى كما قال الطبراني، بل قال ابن الجوزي: إنه تفرد به مطلقا ولذلك أورده في الموضوعات.

ثانيهما: أنه مع كونه من رواية كذاب فلفظه غير موافق تمامًا لحديث الباب مع أن هناك في الباب ما هو أجود إسنادا وأقرب إلى متن الباب من هذا وهو حديث ابن مسعود، قال الطبراني [10/ 224]:

حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سفيان بن بشر ثنا أيوب بن جابر عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن السلام اسم من أسماء اللَّه وضعه في الأرض فأفشوه فيكم".

وقال ابن حبان في روضة العقلاء:

أنبأنا أحمد بن صالح الطبري ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا محمد بن جعفر المدائني ثنا ورقاء عن الأعمش به مثله، وزاد: "فإن الرجل المسلم إذا مرَّ بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب".

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي معاوية عن الأعمش به موقوفًا مختصرًا.

ثم وجدت لحديث أبي هريرة طريقا آخر بمثل لفظ حديث الباب، أخرجه المؤمل بن إهاب في جزئه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015