الترمذي: حسن غريب، ولم يبين لم لا يصح، قال ابن القطان: وذلك لأن فيه عبد الرحمن بن ثابت، وثقه أبو حاتم، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، ونقل في الميزان تضعيفه عن ابن معين، وتوثيقه عن غمره، ثم أورد من مناكيره أخبارا هذا منها.
قلت: الحديث أخرجه أيضًا أبو يعلى والطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية [5/ 190] والبغوي في التفسير وآخرون كلهم من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن عبد اللَّه بن عمر به.
ووقع عند ابن ماجه في الأصول الصحيحة: عبد اللَّه بن عمرو -يعني: ابن العاص- وهو وهم نبه عليه ابن عساكر في الأطراف، قال ابن القطان: وهذا الحديث عندي يحتمل أن يقال فيه: صحيح؛ إذ ليس في إسناده من تكلم فيه إلا عبد الرحمن بن ثابت فقال ابن معين: صالح الحديث، وقال أبو زرعة: لا بأس به، ووثقه أبو حاتم وقال ابن حنبل: أحاديثه مناكير وأظن أن الترمذي لم يصححه من أجله اهـ.
قلت: وبالنظر إلى ورود الحديث من طرق أخرى يرتقى إلى درجة الصحيح دون احتمال، فقد ورد من حديث أبي هريرة وعبادة بن الصامت ومن مرسل الحسن وبشير بن كعب بلفظه، ومن حديث جماعة من الصحابة أيضًا بمعناه.
فحديث أبي هريرة رواه ابن مردويه في التفسير:
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد ثنا عمران بن عبد الرحيم ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ اللَّه يقبل توبة عبده ما لم يغرغر".
ورواه البزار من وجه آخر من حديث يزيد بن عبد الملك النوفلي عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة به وقال: "ما لم يغرغر بنفسه".