أتيتك راجلا ووددت أنّي ... ملكت سواد عيني أمتطيه

ومالي لا أسير على الماقي ... إلى قبر رسول الله فيه (?)

وحين يصل الشاعر إلى الأماكن المقدسة يشعر بالارتياح، وعند ما يزور ضريح النبي الكريم ويركن إلى السكينة والاطمئنان، فتكون حاله حال أبي الخطاب الجبلي (?) في قوله:

رويدك قد أصبحت جارا لأحمد ... وحسب امرء أن يستجير بجاره

لأفضل من يغشى على بعد داره ... وأكرم من يعشى إلى ضوء ناره (?)

لكننا لا نعدم في هذا العصر مدحا خالصا للنبي الكريم لا يشاركه فيه موضوع آخر، فالشاعر الذي لا يمدح خليفة، أو لا ينحاز إلى الشيعة، أو لا يرى رأي فرقة معينة، ولا يتحدث عن الحج أو عن العقيدة، وأراد ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإن ذكره له يكون خالصا للمديح، فمهيار الديلمي (?) بعد إسلامه ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال:

أمثل محمّد المصطفى ... إذا الحكم ولّيتموه لبيبا

بعدل مكان يكون القسيم ... وفصل مكان يكون الخطيبا

وثبت إذا الأصل خان الفروع ... وفضل إذا النّقص عاب الحسيبا

وصدق بإقرار أعدائه ... إذا نافق الأولياء الكذوبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015