سبحان من ليس في السّماء ولا ... في الأرض ندّله وأشباه
أحاط بالعالمين مقتدرا ... أشهد ألاإله إلّا هو
وخاتم المرسلين سيّدنا ... أحمد ربّ السّماء سمّاه
أشرقت الأرض بعد بعثته ... وحصحص الحقّ من محيّاه (?)
وعند ما يريد الشاعر أن يؤكّد اعتقاده في ذات الله تعالى، ويردّ على المشبهة، لا يجد تأكيدا أكبر من القسم برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهذا ما فعله أبو حامد الشهرزوري (?) ، قاضي حلب، حين قال في التنزيه:
أقسمت بالمبعوث من هاشم ... والشّافع المقبول يوم الجدال
ما ربّنا جسم ولا صورة ... موّصوفة بالميل والاعتدال (?)
ونجد مدحا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديث الشعراء عن الحج، فقد كان الشوق يأخذ بألباب الناس وقلوبهم إلى رؤية الأماكن المقدسة التي عظمها الله تعالى والتي شهدت بعثة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجهاده، ونزول الوحي عليه، وأخذ التعبير عن هذا الشوق يزداد شيئا فشيئا إلى أن أضحى غرضا فنيا قائما بذاته، وأصبح من مستلزمات المدحة النبوية.
وكان الشاعر إذا أزمع الحج عبر عن شوقه إلى الديار المقدسة، وإلى زيارة قبر النبي الشريف، كما فعل ابن عبدوس الدهان (?) بقوله: