إن فخرهم ليشتد ويعلو على كل فخر، مثل قول الفضل بن العباس (?) بن عتبة بن أبي لهب يساجل الفرزدق:
من يساجلني يساجل ماجدا ... يملأ الدّلو على عقد الكرب
برسول الله وابني عمّه ... وبعبّاس بن عبد المطّلب (?)
وقد نال علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه- وأبناؤه، النصيب الأوفر من محبة الناس، وتشيعوا لهم ولحقهم في الخلافة، فأشادوا بفضائلهم، وفي مقدمتها قرابتهم من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن ذلك قول كثيّر عزّة في محمد (?) بن علي بن أبي طالب، ابن الحنفية:
ومن ير هذا الشّيخ بالخيف من منى ... من النّاس يعلم أنّه غير ظالم
سميّ النّبيّ المصطفى وابن عمّه ... وفكّاك أغلال ونفّاع غارم (?)
ولم تقتصر المفاخرة على الانتساب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشكل أو باخر، كما فعل الشعراء السابقون، بل كثيرا ما قارن الشعراء بين عمل يقوم به أحد الأمراء أو القادة، وعمل قام به الرسول الأمين، يطلبون من وراء هذه المقارنة تعظيم العمل والقائم به، وإضفاء الشرعية عليه، مثلما فعل سراقة بن مرداس (?) في وصف انتصار المختار الثقفي على الأمويين في قوله: