أما مدح آل البيت، فإنه موجه لآل رسول الله، يشيد بهم ويدافع عن حقهم في الخلافة، ويذكر قرابتهم من رسول الله، فيأتي فيه شيء من مدحه صلّى الله عليه وسلّم، لكن الشعراء الذين ذكروا رسول الله في مدحهم لآل البيت، لم يكونوا يقصدون في شعرهم مدح النبي الكريم، بل استدعى موضوع شعرهم هذا المدح.

في حين أن الشعر الصوفي، وهو فن شعري مستقل، استدعى موضوعه ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لكن مدحه في الشعر الصوفي لم يكن هدفا رئيسا لقصائد المتصوفة، بيد أن الشعر الصوفي أثّر في المديح النبوي مثلما أثّر شعر الشيعة، وتأثرا به.

وشعر التشوق إلى الأماكن المقدسة يفترق عن المديح النبوي، وإن ذكر الرسول الكريم فيه، فهو فن شعري مستقل، أضحى في أيام المماليك من لوازم المديح النبوي.

والمولد النبوي، وما ورد فيه من شعر هو لون من ألوان المديح النبوي، يقتصر على معنى من معانيه، ويتحدث عن واقعة واحدة من وقائع سيد البشر.

وبذلك تكون هذه الفنون الشعرية قريبة من فن المديح النبوي، ومتميزة عنه ومتقاطعة معه، فهي تقترب وتبتعد، وتتداخل وتتمايز مع المديح النبوي، لكننا لا نستطيع أن نجعلها بكل صورها من فن المديح النبوي، الذي عرف في العصر المملوكي على صورة معينة، يصعب دمج هذه الألوان معه.

لكن هذه الفنون أثّرت في المديح النبوي وتأثرت به، وأعطته الصورة التي نعرفها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015